دمشق 12 نوفمبر 2020 ( شينخوا) أعلنت سوريا وروسيا اليوم (الخميس) عن جاهزيتهما لتقديم كل ما يلزم لعودة اللاجئين ، وأكدا في الوقت نفسه أن هناك دول تعرقل عودة اللاجئين إلى ديارهم .

وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في ختام المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين الذي اختتم لأعماله اليوم إن "27 دولة ومنظمة شاركت في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين بدمشق ، وهذا يؤكد نجاحه " ، مشيراً إلى أن حل هذه المسألة الإنسانية سيؤدي إلى تعزيز الاستقرار في سوريا، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية ( سانا) .

وأوضح لافرنتييف أن عقد المؤتمر يؤكد أن سوريا تنتظر عودة جميع اللاجئين في الخارج بعد أن أوجدت الطرق والمبادرات لحل هذه المسألة التي سيعطي حلها دفعا للحياة الإنسانية في سوريا.

وأشار لافرنتييف إلى أن هناك الكثير من السياسات العدائية التي تعرقل عودة اللاجئين ومنها احتلال بعض المناطق في سوريا وسرقة ثرواتها ومواردها، إضافة إلى الإجراءات الاقتصادية الأحادية الغربية المفروضة على الشعب السوري الأمر الذي يتطلب توحيد الجهود والعمل لمواجهة هذه الأعمال وتجاوزها.

وشدد لافرنتييف على أن سوريا وروسيا على استعداد لتقديم كل ما يسهم في تيسير عودة اللاجئين ، مجدداً دعوة جميع الدول ومنظمة الأمم المتحدة لدعم خطوات حل هذه المسألة التي تحمل طابعاً إنسانياً بهدف إعادة اللاجئين إلى بلدهم.

من جهته قال رئيس مركز التنسيق الروسي السوري لإعادة اللاجئين ميخائيل ميزينتسيف إنه لولا الحماسة والرغبة بالعمل والدعم من أصدقائنا السوريين لما عقد هذا المؤتمر ولما تم تنفيذه بهذا الشكل الناجح ، لافتاً إلى أن المؤتمر يشكل بداية لمرحلة جديدة لعودة اللاجئين وتحقيق الاستقرار على الأراضي السورية الأمر الذي يتطلب من المنظمات الدولية تقديم المساعدة بشكل عملي على الأرض وليس فقط بشكل نظري.

وأضاف ميزينتسيف إن " كثيراً من الدول الغربية رفضت المشاركة بهذا المؤتمر وندعوها للقدوم إلى سوريا لتتأكد شخصياً من وجود ظروف آمنة وكريمة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم " ، مبيناً أن المشاركين في المؤتمر زاروا اليوم مركز الإقامة المؤقتة في الحرجلة والذي عاد عبره أكثر من 60 ألف لاجئ.

وبين ميزينتسيف أنه بفضل الإجراءات المتخذة مسبقاً من سوريا عاد الكثير من اللاجئين إلى أماكن الإقامة المختارة وأمنت لهم كل الظروف اللازمة وقدمت الخدمات الطبية وغيرها من المساعدات الإنسانية الضرورية بصورة مجانية وتمت عودة المواطنين إلى عملهم وبدأ الأطفال بالذهاب إلى المدارس.

إلى ذلك زار المشاركون في المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين اليوم مركز الإقامة المؤقت في الحرجلة بريف دمشق الجنوبي واطلعوا على واقع الخدمات المقدمة للمهجرين من غذاء وتعليم وصحة وقاموا بتوزيع مساعدات إنسانية.

وقال حسين مخلوف وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري إن " سوريا على أتم الاستعداد لتأمين عودة اللاجئين السوريين في الخارج " ، مشيرا إلى أن بلاده اتخذت كل الإجراءات لتشجيعهم بدءاً من مراسيم العفو وإعداد مراكز الإيواء وإعادة تأهيل البنى التحتية وترميم الوثائق المدنية الخاصة بهم وتأمين الرعاية الطبية والتعليمية والثقافية لهم.

من جانبه أشار أيمن سوسان معاون وزير الخارجية السوري إلى أن الجولة على مركز الإقامة المؤقت تندرج في إطار فعاليات المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين وإطلاع المشاركين على الجهود الحكومية المبذولة لرعاية المهجرين وتوفير الحياة الكريمة لهم .

وأكد البيان الختامي الذي صدر في ختام المؤتمر على استعداد الحكومة السورية لبذل المزيد من الجهود لتأمين عودة اللاجئين السوريين.

وأضاف البيان أن "الحكومة السورية ليست مستعدة فقط لإعادة مواطنيها ولكنها ستواصل بذل كل الجهود لتأمين ظروف معيشية كريمة لهم".

كما حثت الحكومة السورية المجتمع الدولي على تقديم المساعدة اللازمة لسوريا والمساهمة في عملية إعادة الإعمار من خلال تنفيذ مشاريع للمساعدة في إعادة تأهيل البنية التحتية وإعادة بناء المناطق المتضررة لتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم.

وحضر المؤتمر الذي تشارك في تنظيمه روسيا نحو 27 دولة و 12 منظمة والعديد من السفراء الأجانب في سوريا.

ونزح أكثر من نصف سكان سوريا قبل الحرب ، البالغ عددهم 23 مليون نسمة ، من ديارهم ، بما في ذلك 5.5 مليون سافروا إلى الخارج ، وفقًا لبيانات رسمية.

ومن جانبه أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري اليوم أن الدول الراغبة بإخراج أطفالها من مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي ، عليها التنسيق مع الحكومة السورية ، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية ( سانا) .

جاء ذلك خلال استقباله آنا كوزنيتسوفا مفوضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحقوق الطفل ، وبحث معها علاقات الصداقة والشراكة بين دمشق وموسكو في مختلف المجالات وخاصة العمل الإنساني ومكافحة الإرهاب في سوريا ، وفقا لوكالة ( سانا) .

وقال المقداد إن "عملية إجلاء الأطفال الروس من مخيم الهول في إطار التنسيق المشترك بين حكومتي البلدين يأتي على عكس ما تقوم به بعض الدول الغربية التي تعمل على إخراج مواطنيها من المخيم بالتعامل مع الميليشيات الانفصالية المسلحة وتهريبهم عبر الحدود منتهكة بذلك التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".

وجدد التأكيد على مواصلة المساعي المشتركة والبناءة لإجلاء جميع الأطفال الروس من المخيم وإعادتهم إلى وطنهم، مشيرا إلى أن "دمشق جاهزة من جانبها لتقديم التسهيلات اللازمة لذلك".

وأشار، إلى أن "الدول الأخرى الراغبة بإخراج أطفالها ومواطنيها من مخيم الهول، عليها أن تقوم بذلك بالتنسيق والتعاون التام مع الدولة السورية".

ونوه المقداد بـ"الجهود الروسية السورية المشتركة لإنجاح مؤتمر اللاجئين الذي عقد في دمشق واختتم أعماله اليوم، والذي برهن عزم سوريا على إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم الأم".

واعتبر نائب الوزير أن موقف الولايات المتحدة والدول الغربية التي عملت على محاربة انعقاد المؤتمر "يعري الأهداف الحقيقية لهذه الدول".

وقال المقداد إن "موضوع عودة اللاجئين إلى سوريا ورقة إنسانية وليست سياسية وبلادنا تقدم كل المساعدة من أجل عدم تحميل الأطفال مسؤولية انضمام آبائهم للتنظيمات الإرهابية".

من جانبها، نوهت كوزنيتسوفا، بـ"مستوى التعاون المثمر الذي أظهرته الحكومة السورية لتسهيل العودة الآمنة والصحية للأطفال الروس المتواجدين في مخيم الهول إلى وطنهم الأم روسيا"، مشيرة إلى أن "الأطفال الذين استعيدوا تم إدماجهم من جديد في المجتمع لممارسة حياتهم الطبيعية".

وأشادت بالجهود الإنسانية التي تبذلها الحكومة السورية للتخفيف من معاناة الأطفال جراء الإرهاب الذي تعرضت له البلاد، مؤكدة حرص روسيا على احترام سيادة سوريا.

وفي 13 أكتوبر الماضي تم إجلاء 27 طفلاً روسياً يتيماً من مخيم الهول في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، إلى روسيا.

عملية إجلاء الأطفال الروس هي الثالثة من نوعها، منذ استئناف عمليات الإجلاء بعد فترة انقطاع بسبب جائحة فيروس" كورونا"، فيما لا يزال أكثر من 70 طفلاً روسياً في مخيم الهول، يتم العمل على إجلائهم في أربع دفعات.

وكانت "المفوضة الروسية لحقوق الطفل"، أعلنت في 9 سبتمبر / أيلول الماضي، أن الجانب الروسي سلّم مسؤولي مخيمي الهول وروج، في شمال شرقي سوريا، قائمة بأسماء أكثر من 70 طفلاً روسياً قد يعودون إلى روسيا.