تونس 12 نوفمبر 2020 (شينخوا) حذر وزير الدفاع التونسي إبراهيم البرتاجي اليوم (الخميس)، من تفاقم ظاهرة هجرة الكفاءات الوطنية في بلاده، ودعا إلى مقاربة اجتماعية واقتصادية وتنموية لمعالجتها.

وقال في كلمة افتتح بها أعمال الدورة الـ 38 لمعهد الدفاع الوطني التي انطلقت اليوم تحت عنوان "تونس بين هجرة الكفاءات الوطنية وتوافد الجاليات الإفريقية.. مقاربة شاملة لأبعاد هذه الظاهرة ولآليات الحد من تداعياتها على الأمن القومي"، إن تنامي ظاهرة هجرة الكفاءات الوطنية، منذ عام 2011 وإلى اليوم أصبحت تبعث على الانشغال.

ولفت في كلمته إلى أن عدد الكفاءات الوطنية التونسية التي اختارت الهجرة، بلغ 95 ألف شخص يحملون كفاءات علمية من مختلف الاختصاصات، منها الطب والهندسة وتكنولوجيا المعلومات.

وأوضح أن الدول الأوروبية استأثرت على نحو 60% من هذه الكفاءات الوطنية التونسية، فيما استقطبت الولايات المتحدة الأمريكية وكندا 25%، ودول الخليج وإفريقيا 15%.

واعتبر أن هذه المعطيات هي "مؤشر خطير"، بحكم ما سيترتب عنها من تداعيات سلبية على الأمن القومي، خاصة وأن الكفاءات الوطنية تمثل رأس مال فكري وعلمي وقاطرة للاقتصاد ومحركا للتنمية في علاقته بالأولويات الوطنية، وخاصة منها تلك المتعلقة أساسا بالأمن المائي والغذائي والصحي والطاقي والتكنولوجي والعلمي والمشروع المجتمعي والثقافي والشبابي والنقل والانتقال الرقمي والتنمية المستدامة.

ورأى أن ظاهرة هجرة الكفاءات العلمية تعود إلى أزمة هيكلية في إدارة الموارد البشرية وتنميتها في علاقتها بمنظومة التعليم بكامل مراحلها والمحيط الاقتصادي والاجتماعي، مما يشكل عقبة أمام بناء اقتصاد قوي من حيث تنويع نسيجه وإكسابه القدرة التنافسية وخلق الثروة وتوفير فرص النماء والتشغيل.

وشدد في هذا السياق على أنه "بات من الضروري دراسة هذه الظاهرة في إطار مقاربة تقوم على منظور اجتماعي واقتصادي وتنموي وعلمي ومعرفي على ضوء التحولات الحاصلة في البلاد والمنطقة والمتغيرات التي يشهدها العالم".

يُشار إلى أن برنامج الدورة الـ 38 لمعهد الدفاع الوطني التونسي التي يُشارك فيها أعضاء المجلس الأعلى للجيوش، وعدد من كبار الضباط، تهدف إلى "توسيع أفق التفكير الاستراتيجي وترسيخ ثقافة الدفاع والأمن".